الأحد، 10 فبراير 2013

6 . 2 . 2013




( 1 )
سعيدة أنني كتبت لخمسة أيام متواصلة .. حتى لو كانت كلمات مبعثرة ولا معنى لها ، إلا أنها تسد ضمأ الروح للكلمات .. وتحقق خلوة مؤقتة مع الذات بعيدا عن صخب المدينة وإلحاح العمل ..

الكتابة ، نشوة انتظار ما لا ينتظر ، وحدوث ما لا يحدث . إنها الترقب القدري اللذيذ لشرارة الفكر والخيال ، وتلك الرغبة الملحة للانسكاب في الورق عبر الكلمات .

إنه اليوم الاخير من أسبوعي الأول ..

لا أستطيع الادعاء بانني أنجرت شيئا ذا قيمة . كان أسبوعا عبثيا جدا ، لكنه بداية جيدة للتعرف على العمل وأجوائه وزملاء العمل في كل حالاتهم.

لا أنكر ، لقد أحببت هذا المكان ، وأحببت هذه الخلية المتجانسة والجميلة . الكل يعرف ماذا يريد ، وماذا يعمل . كل شيء منظم وجاد ، وأتساءل في نفسي ، هل سالحق بهم ؟ . أبدو شيئا مختلفا بينهم حتى الآن . هل لأنني لا زلت وجها جديدا عليهم ؟ هل أبدو لهم جادة أكثر مما ينبغي ؟ هل علي أن اعود لصخبي لأشعر بقبولهم ؟ فالكل صاخب هنا ..  لست أدري ...


 ( 2 )
للمدن موسيقاها المميزة ..

هنا في الطابق الثاني من هذا المبنى أسمع مزيجا غريبا من الأصوات ..

هنا ينطق صوت الحياة الحثيث ..

الصوت المميز لاحتكاك اطارات السيارات - العابرة في عجل - على الاسفلت، يشكل أنفاس هذه السيمفونية الحية التي لا تهدأ ..

في مكان ما سيارت تطلق صفاراتها المختلفة الأصوت ، بين حاد يخترق الأفق بسرعة ، ولزج يتمدد بثقل مع جزيئات الهواء ..

على النافذة ، قريبا جدا من أذني تهدل حمامتان رماديتان تعكس الشمس زوايا خصراء لامعة في ريشها ..

صراخ وحديث دائم لمجهولين في كل مكان ..

ف داخل المكتب تعلو بعض الهمهمات الغيرة مفهومة ،  وكلمات يتراشق بها الموظفون هنا وهناك تمازجها ضحكات ودودة متقطعة ..

صوت حفيف الأوراق وصرير بعض الأقلام عليها ،  يعلو عليها طقطقة لوحات مفاتيح الحاسوب ، أنين مفاصل الكراسي ومزالج الأبواب ،  الرنين المختلف للهواتف النقالة والثابتة .. إنها موسيقى تفتح للحياة ذراعيها !!


طفول زهران
6 \ 2 \ 2013






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق