الاثنين، 11 فبراير 2013

10 . 2 .2013




(1)

هل هناك أسعد من لحظة يفاجئك فيها جمال غير متوقع ؟ ...

هذه الرغبة العارمة لعناق كل شيء يصادفك ..

هذه الطاقة المتدفقه للحب والفرح ..

هذا البريق البلوري الذي يجعل كل شيء لامعا وبهيجا ... إنه فردوس جميل ..

فرحي اليوم يشبه فرح الـ .... لا أجد تعبيرا مناسبا ، فلم أرزق بشيء سعدت به كالذي تلقيته اليوم ..

لدري رغبة عارمة لأن أدير هذا الكرسي وأفتح النافذة المستقرة خلف ظهري ، أشرع ذراعي للمدينة وأصرخ وأضحك .. رغبة لأن أفعل أشياء مجنونة كثيرة ..

هل سأودع هذا المكان الجميل قريبا ؟ ...


(2)

هكذا تبدو الطرق في مسقط .... مدججة بالانتظار ..

هذا الكم الهائل من الآلات المتدفقة ، المختلفة الألوان والأحجام ، يحمل معه مواعيدا مختفة لأقدار مختلفة ..

عندما كنت أصغر سنا وأخضب مخيلة كنت أدهش من هذا الذي يجلس على طاولة أعلى السماء ينظر إلى الناس ويكتب قصصهم ، كم هو عبقري ليستطيع كتابة هذه القصص المتشابكة المليئة بالأعاجيب ، كنت أتصور أنه في زمن ما قادم ،  سيمل من كتابة هذه القصص ، وسيبدأ بتكرار قصصه القديمة من جديد ، لذا كنت كثيرة الحرص على أن أجعل من قصتي المكررة في زمن ما قادم ، قصة مختلفة ..

فقدان الرغبة في النوم ،  لا أكثر من عشق آخر للحياة ،  فحقيقة أن الإنسان يقضي ثلث عمره في النوم ، لأمر مرعب جدا ، فإن كنت سأعيش 30 عاما ، فذلك يعني أنني قضيت 10 أعوام في النوم . كم ذلك كثير !! ، في هذه العشرة أعوام التي تستنزف في اللاشيء عدى صناعة الأحلام التي تنسى بمجرد الصحو، يمكن أن أنجز أمورا أخرى مثلا 3 سنوات للدراسة ، و3 سنوات أخرى لدراسة أخرى ، و3 سنوات غيرها لدراسة غيرها .. وسأعطي نفسي عاما للنوم .. سأكون راضية هكذا ..

كنت أقول .. الطرق في مسقط ، مدججة بالانتظار !!

أفكر الآن جديا بالبحث عن وسيلة لسماع الكتب بدلا من قراءتها ، فهذه اللحظات التي أسرقها لقراءة أبيات من الديوان المستقر أمامي في مقدمة السيارة لا تكفي لأتشبع بالكلمات ، كما أن ال20 دقيقية ذهابا وإيابا ، أي 40 دقيقة يوميا أصبحت مضيعة للوقت ..

في الأسبوع الأول كنت أستمتع بهذا الزحام ، فتأمل وجوه الناس وانفعالاتهم داخل مركباتهم يثير في مخيلتي الكثير من الحكايات ، لكنني الآن أرى ذات الوجوه ، وذات الملامح ، وذات الانفعالات ، وما عاد الأمر مسليا كما كان ، كما أن كثرة تحديقي في الوجوه يثير استغراب وربما استنكار من يلمحني هكذا شاردة في الوجوه ..

سأكون راضية جدا لو يوما قرأت ويوما تأملت ..

طريق عودتي إلى سكني رهان دائم بين الأشعة الحارقة للشمس المائلة للغروب ، وعيناي اللتان تقاومان لرؤية الخطوط المتقطعة على وجه الطريق ..

رغم قصر عمر الجمال ، إلا أنه غالبا ما يخلف وراءاه ألما كبيرا ..

 طفول زهران
10 / 2 / 2013







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق