الثلاثاء، 12 فبراير 2013

11 . 2 . 2013




(1)
أستغرب جدا هذا التغير المفاجئ الذي طرأ على شخصيتي .

حين أقف على مرتفع ما وأنظر إلى نفسي قبل أقل من عام وإليّ الآن أكاد لا أعرفني ، وأدرك كم كنت مجنونة ومتهورة ومندفعه في الكثير من الأمور .. ولكن في أقل من عام أشعر أنني كبرت كثيرا وربما شخت ، هل أصبحت أخاف من المغامرة وأخاف عواقب تكسير الكثير من القيود التي لطالما حاربتها ؟

لكن ما أستغربه أكثر أنني أشعر أشعر بالخجل من نفسي عند تذكر كل ذلك الجنون ، وأفضلني كثيرا كما أنا الآن !! ..

كثير من الأمور التي كنت أبيحها لنفسي أصبحت الآن في قائمة الممنوعات وفي درج مختوم بالشمع الأحمر ...

لعل ذلك أفضل كثيرا من سعي الحثيث لتدمير نفسي ..


(2)
في مكان يتجمهر فيه أناس في قمة أناقتهم ويبدون لأول وهلة أنه لا يمكن لكل هذه الأناقة الخارجية أن تخفي إلا أرواحا نبيلة ، تأتي التفاصيل الصغيرة لتعري الكثيرين من ثيابهم واناقتهم ، وتفضح عفنا مختبئا وراءها ..

رغم عدم جواز التشبيه ورغم اختلاف الموضوع ،  ينقدح إلى ذهني ما قاله ما نديلا في كتابه رحلتي الطويلة من أجل الحرية ، حين زج به وبرفاقه في السجن أول يوم وتم تجريدهم من الثياب لتفتيشهم ، وربما لإهانتهم ، نظر ما نديلا إلى جسده وأجساد رفاقه المجردين من الثياب ، وفكر : " لو أن الجسد هو من يحدد القائد ، لما صلح أي منا ليكون قائدا" .

الفرق أن عدم لياقة مانديلا ورفاقه الجسدية لم تأثر أبدا على لياقة أرواحهم ونبلها ،  في حين أننا نشهد الآن ذلك الاهتمام الكبير بالجسد بين رجل يعد عضلات جسده ويقيس عرض منكبيه ، وفتاة تحافظ على رشاقتها واستدارة خصرها ، وكسبت من هذه الحمى الأندية الرياضية وبرامج التخسيس ، وأصبح الكل يتبع حمية غذائية ، ولكن يبدو أن بعض الحميات القاسية طالت فكر وأخلاق الكثيرين ..

قد يقول قائل : ( الواحد عليه من أخلاقه ) ، أحيانا سوء أخلاق الأخرين تقيس أخلاقنا أيضا ..

طفول زهران
11 \ 2 \ 2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق